رشا، أول معلمة قيادة سيارة في الجولان - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

رشا، أول معلمة قيادة سيارة في الجولان
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 24\12\2009
ربما تبادر هذا السؤال إلى ذهن العديدين منا.. فبالرغم من انتشار شباب وصبايا الجولان في كافة الاتجاهات، وحصولهم على شهادات وخبرات في معظم المهن والاختصاصات، إلا أنه حتى الآن لم يكن في الجولان أي معلم لقيادة السيارات، مع العلم أن أول شيء يقوم به أي شاب أو فتاة عندما يبلغ السابعة عشرة هو الحصول على رخصة قيادة سيارة.
ربما كان هذا السؤال هو الذي دفع السيدة رشا الصفدي\أبو صالح لخوض هذه التجربة، فأصبحت أول معلم لقيادة السيارات في الجولان، ليس هذا فقط، بل أصغر معلم لقيادة السيارات حسب سجل دائرة الترخيص.

ورشا هي في الأساس خريجة دار المعلمين ومربية روضة أطفال اختصاص "طفولة مبكرة"، تعمل في روضة في مسعدة منذ أربع سنوات، لكن حلمها الذي كان يراودها دائماً هو أن تكون معلم قيادة سيارات (معلم سواقة – باللهجة المحلية).

تقول رشا:
"في البداية كان السن هو الحاجز الذي منعني من المضي في هذا الاتجاه، إذ يشترط أن يكون المتقدم للحصول على رخصة معلم قيادة حاصلاً على رخصة منذ فترة لا تقل عن أربع سنوات.. كذلك كان الجميع يقول لي بأنه من المستحيل الدخول إلى هذا المجال، فوفري عليك تعب البال والمال لأنك لن تصبحي يوما معلمة قيادة سيارة.

بعد تخرجي من دار المعلمين قررت أن أضع هذه الأحاديث جا
نباً وأن أجرب بنفسي، فتقدمت لامتحان القبول في القدس. الامتحان كان طويلاً جداً (8 ساعات) ويشكل ضغطاً كبيراً على الممتحن. خرجت من الامتحان بشعور غير مريح لكن النتيجة جاءت بالنجاح، وهكذا عبرت أهم مرحلة في مشوار القبول، تلتها عدة امتحانات، ثم فترة تعليم استمرت سنة ونصف في حيفا، قبل أن أحصل على رخصة لممارسة هذه المهنة.
كان مشواراً صعباً، خاصة أني متزوجة ولدي طفلة صغيرة، وكان الغياب عن البيت بشكل دوري صعباً، وهنا يعود الفضل لعائلتي وزوجي رياض الذي دعمني وشجعني دائماً حتى اجتزت هذه المرحلة الصعبة".

وتضيف رشا:
"ربما كان أحد الأسباب الذي زاد من اندفاعي لتعلم هذه المهنة هو غياب المعلمين لدينا في الجولان، وهو ما يشكل عبئاً يزيد قضية الحصول على رخصة قيادة سيارة صعوبة، وبالتحديد بالنسبة للفتيات، حيث تضطر الفتاة، وهي لا تزال تفتقر إلى الخبرة في الحياة، إلى السفر إلى «كريات شمونه» لتعلم قيادة السيارة والحصول على رخصة قيادة. فأنا شخصياً خضت هذه التجربة، وكنت دائماً أفكر: لماذا ليس لدينا معلمو قيادة سيارة في الجولان؟ الآن أصبحت أنا معلمة وأخذت على نفسي أن أخفف هذا العبء عن الفتيات، لذا أنا أقوم بتعليم الفتيات فقط".

مضى عام على بدء رشا حياتها المهنية الجديدة، حيث عملت في البداية معلمة بديلة في إحدى مدارس «تعليم السواقة»، لكنها الآن أصبحت مستقلة، تملك سيارتها الخاصة، ولها طلابها.

وعن عملها الجديد تقول رشا:
"أنا لا أنظر لعملي كمهنة لاكتساب لقمة العيش فقط، بل لدي محبة لهذه المهنة، حيث أشعر بالمتعة عندما أعلم طالباتي وأفرح لفرحهم عندما يجتازون الامتحان وينالون رخصة القيادة".

وفي ختام لقائنا معها سألنا رشا عن صحة الأقاويل التي يتناقلها المتقدمون للحصول على رخصة قيادة سيارة مؤخراً، والتي تفيد بأن هناك قوانين جديد أكثر صرامة سيبدأ تطبيقها قريباً على المتقدمين للحصول عل الرخصة، فأجابت:
"نعم هناك تغييرات كثيرة ستطرأ على شروط الحصول على رخصة القيادة، وسيبدأ تطبيقها في مرحلة ما خلال العام القادم. من هذه الشروط:
- ضرورة اجتياز مرحلة تعليم نظري قبل تقديم الامتحان النظري (تؤوريا)، وبعدها فقط يمكن الانتقال إلى التعليم العملي.
- ستطول مدة «السائق المرافق» فتصبح ستة أشهر بدل ثلاثة (מלווה).
- احتمال أن يضاف إلى ذلك ضرورة اجتياز السائق المرافق
لمرحلة تدريب وإرشاد خاصة تؤهله لذلك.
- هذا بالإضافة إلى تغييرات أخرى يتم تداولها".